التعرّق هو حالة صحية ضرورية، وظاهرة طبيعية يقوم بها الجسم بشكل طبيعي للمحافظة على حرارته، ويتشكل العرق في غالبه من الماء وملح الصوديوم وبعض البوتاسيوم، كما يدخل في تركيبته بعض المواد الفائضة عمّا يلزم الجسم، إضافة إلى السموم والمركبات الضارة، والغدد العرقية تعمل في غالب الوقت على إفراز العرق، وقد اكتشف العلماء أنّ الإفراز نوعان: الأول خفيف ومتواصل وهو يمكّن قناة العرق من امتصاص ملح الصوديوم، وأما الثاني كثيف وسريع ويخرج عند بذل مجهود كبير، وهذا النوع يخرج من الجسم بصحبة ملح الصوديوم.
أنواع الغدد العرقيّةيحتوي جلد الإنسان على أكثر من 2 مليون غدة منتجة للعرق وهي نوعان:
الغدد العرقية الإكرينيةوهي تتوزّع على كل مساحة جلد الإنسان، عدا الشفتين وبعض الأماكن الأخرة القليلة، ولا بدّ من العلم أنّها تنتشر بشكل كثيف في الكفين والقدمين وعلى الجبهة أعلى الوجه، وهذه الغدد تعمل بشكل فعال منذ الولادة، وتقوم على صناعة العرق وتوزعه على سطح الجلد، وهذا العرق له دور كبير في التحكم الجيد بدرجة حرارة الجسم عن طريق ما يعرف بـ"التبريد بالتبخر"، لإفرازات العرق هذه بالغ الأثر أيضاً في تطهير الجسم من الأملاح والسموم الضارة.
الغدد العرقية الأبوكرينيةوتتجمع بشكل رئيسي تحت الإبطين، في المناطق التناسلية للذكور والإناث، حول فتحة الإخراج، وحول حلمتي الثديين وهذه خاصة بالإناث فقط، ومن الواضح أن هذه الغدد ليست فعالة في مرحلة الطفولة، ويشرع نشاطها وفعاليتها بدءاً من سن البلوغ، وتتعرض هذه الغدد لزيادة واضحة في الحجم خلال فترة الحيض الشهرية عند النساء.
التعرّق الزائدقلنا أنّ التعرُّق أمر طبيعي، ولكنّه إذا ما ازداد فإنه يصبح حالة محرجة ومتعبة للمصاب بها، وتسمى حينها بـ"التعرّق الزائد"، والتعرّق الزائد يصيب نسبة غير بسيطة من الناس إناثاً وذكوراً، وفيها يصاب الإنسان بكثرة الإفرازات العرقية في اليدين والقدمين، وبكل أسف فإنّ هذه الحالة المرضية تسبّب للمصاب بها إحراجات اجتماعية خلال تواصله مع الناس الآخرين وخاصة فيما يتعلق بالسلام باليد أو استخدام أدوات خلال عمله خاصة الأعمال المكتبية، ومن المؤسف أيضاً أن العلم الحديث ورغم التطورات التكنولوجية والطبية الهائلة لم يستطع حتى اللحظة التوصل لعلاج فعال ومؤكّد لهذه الحالة المرضية، إلّا بعض العلاجات الموضعية المؤقتة.
أسباب التعرُّق الزائدتعدّدت أسباب زيادة التعرّق التي تعرّف عليها العلماء والمتخصصون ومنها إفراط الإنتاج الخاص بالغدة الدرقية، الإصابة بأحد أمراض الغدد الصمّاء، انقطاع الطمث لدى النساء، سوء الحالة النفسية والتعرض لضغوط نفسية أو عاطفية أو الشعور بالخوف وعدم الأمان، ومن الأسباب أيضاً التعب الزائد الناتج عن بذل مجهود كبير، تعاطي عقاقير طبية يدخل في تركيبتها الكيميائية مكونات تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم، كما أن تعاطي المشروبات الكحولية والإدمان عليها يعتبر سبباً هو الآخر في زيادة تعرّق اليدين، كما أن الإصابة ببعض الأمراض تسبب هي الأخرى تعرّقاً زائداً لدى المصاب بها، ومنها أمراض الجهاز العصبي، زيادة السكر في الدم، النشاط الزائد للغدة الدرقية، مرض الملوك "النقرس"، أورام الغدة الكظرية والغدة النخامية والغدة الليمفاوية، ومرض السل، وامراض جهاز التنفس، والتعرض لصدمة نفسية أو عصبية.
علاج التعرّق الزائد لليدينورغم عدم توصل العلم الحديث لحل قاطع لمشكلة تزايد تعرّق اليدين إلّا أنّ الطب الحديث يتعامل بأكثر من طريقة من أجل حل هذه المشكلة التي تتسبب كما قلنا بإحراج كبير للمصاب بها، وينقسم العلاج إلى نوعين:
العلاج بالطب الحديثوسنقدم في هذا المجال وصفات مختلفة يمكنها أن تساعد في التقليل من تعرّق اليدين الزائد:
المقالات المتعلقة بكيف تتخلص من تعرق اليدين